دراسات وبحوث

الموروث الشعبي في رواية الأشجار والريح للروائي العراقي عبد الرزاق المطلبي

Capture1 

الموروث الشعبي
في رواية الأشجار والريح للروائي العراقي عبد الرزاق المطلبي

جبار عبد الله الجويبراوي

" الأشجار والريح " تجربة جديدة في المعمار الفني الروائي العراقي، تحمل خصوصيتها داخل أصوات تجري كما النهر في جسد الفصول . .
يقف المطلبي في روايته الجديدة وعبر مرحلة ساخنة في عذابات الريف شاهدا يحمل في راحتيه قدر إنسان محاصر مأزوم يتفيأ بؤسه تحت جلده الموصد على عيني المدينة الحجرية . . وقد استطاع المطلبي منح شخوصه بطولة صافية تزاحمت أشرعتها تحت ثقل ريح تسافر في خرائط الدم والعشق والطفولة، وتلونت بالقهر والعذاب الأبدي . . ولأول مرة في الرواية العراقية يرتفع صوت الأرض قاسيا مختلطا بلزوجة وعرق الجسد في رؤية صوفية شديدة الكثافة .
" الأشجار والريح " رواية تتجدد فيها مواسم رحلة مضنية في عطاءات اللغة تقترب من " السوناتا " وتغتسل في ظلالها خيوط تتوغل في الزمان ولكنها تظل حاضرة تستشرف الأبد . . .
" الأشجار والريح " ملحمة الرواية العراقية المعاصرة تقف بشموخ وثقة إلى جانب الأعمال الروائية العظيمة، وتشترك مع " الدون الهادئ " في إنهما عالمان متكاملان بكل عطائهما الإنساني وخصبهما التاريخي، ويبقى " مهدي " صوتا من أصوات قليلة تشققت شفتاه من عطش الأرض ويباسها وشرقت عيناه برماد التعب والخوف والجوع إلى حدائق الجسد، وامتزجت أصابعه بسبخ الأرض . . . انه صوت الشهادة لجيل الخيبة والإحباط .
" الناقد المرحوم سليم عبد القادر السامرائي "

الروائي عبد الرزاق المطلبي رواية الاشجار والريح
يجد الباحث في دراسة القرية ميدانياً مصاعب شتى، وخاصة إذا كانت تلك القرية من قرى الجنوب، وتكون المتاعب أكثر فيما لو كان الباحث من أبناء المناطق الأخرى .
إذن فالمهمة صعبة ولكنها تبدو سهلة على مثقف ينحدر من الطبقات الشعبية، وقضى فترة من عمره في ربوع إحدى قرى الجنوب ورحل عنها بحثاً عن الرزق أو بسبب الوظيفة.
كما أن معالم أي قرية تبدو واضحة تماماً أمام المعلم، لأنه يقضي فترة ليست بالقصيرة.. يطّلع من خلالها على كل ما يجري في القرية من طقوس وممارسات واحتفالات على طول أيام السنة، والتي يشارك في معظمها من أجل تقوية أواصر الصداقة بينه وبين سكان القرية التي يعيش في ربوعها، لتذليل المصاعب والمشاكل التي تنجم من خلال عمله في المدرسة مدة طويلة قد تصل إلى خمس أو ست سنوات .
وعبد الرزاق المطلبي الكاتب الروائي المعروف معلم تنقل في مدارس قرى الجنوب عدة سنوات استلهم التراث الشعبي وحمّله مضامين جديدة أضفت عليها دماً جديداً وذلك من خلال روايته( الأشجار والريح ).

(1)
التشاؤم من العطسة
" قال المعلم :
- غلطان.. ما يمشي.. عطسه !! إمش وأنا أضمن لك كل شيء
- لا
- قال المعلم :
- لكن هذا خطأ.. تعطل شغلك لأن فتاة صغيرة عطست"( 1 )
أجل عطسة أي شخص عند إقدام المرء القيام بعمل ما لذلك يعطل عمله إلى وقت آخر.. وهذه العادة لا تزال حاضرة في المجتمع الريفي إلى يومنا هذا..

(2)
المزاليك

قرانا غنية بالألعاب المختلفة، وخاصة ألعاب الأطفال والصبيان.. والقرية التي اختارها المطلبي في روايته تقع على نهر يصب ماؤه في الهور.. فمن الطبيعي نجد ألعاباً مائية يمارسها أطفال تلك القرية في موسم الصيف.
ومن أكثر هذه الألعاب هي لعبة( المزاليـﮓ ) والتي شرحها المؤلف بالتفصيل.
" نلعب زلاقات.. تعالوا نتزلق على هذي.. ضفة مغسولة تنحدر إلى الماء قليلاً قليلاً .. نمسحها بالطين والماء.. نجلس أعلاها عرايا لننزلق منحدرين بسرعة إلى الماء.. انزلق فتركض ( ليلوه ) خلفي.. أقف فتصطدم بي وساقاها تنفرج على جانبي" (2 )
هذه اللعبة لا تزال منتشرة في قرآنا والمدن يمارسها الصبيان والأطفال في أيام الصيف.
على أن هناك ألعاب أخرى يلعبها أطفال قرية المطلبي ..

(3)
اللعب بالطين

" يسيران صوب الشط ويريان مجموعة أطفال عراة.. اثنان منهم يتضاربان بالطين.. أطفال آخرون ينتشرون عراة تماماً. واحد ممدد على الأرض يكوم الطين على صدره وعلى رأسه والآخر يحفر الأرض حفرة بأظفار كفيه"(3 )
فالطفل الذي يسقط بالطين، يصيح( عليه ) الصبيان
" طاح .. طاح .. بالطينه
يمشي ويغطي عينه "(4 )
والطفل الذي يسلم من السقوط يظل أصدقاؤه يطاردونه وهم يرمون عليه قطع الطين إلى أن ( يطينوه ) مثلهم وهم يرددون :
" كل واحد يرمي طينه
نطيّنه حتى يساوينا " (5 )

(4)
لعبة طوط طوط

وعلى الشاطئ عندما يقف الأطفال ويمر من أمامهم الزورق البخاري يرددون:
طوط .. طوط .. جانا المركب
طوط .. طوط .. هيا نركب "(6 )

(5)
لعبة الرضاعة بأثر الجمل

ومن ألعاب الأطفال المائية إلى ألعاب الأطفال الرعاة .. فلعبة( الرضاعة بأثر الجمل) كانت لعبة مشهورة في قرانا الجنوبية .. فعندما يشاهد الصبيان أثر قدم الجمل على الأرض يصيحون:
"هذا أثر قدم ..
" أين هو؟ أين هو: - أين؟ ..
" خذيه ..بهيه ..
تضع أصبع كفها الصغير فوق تراب الأثر وإبهامها إلى أعلى وفوقه أصبع الكف الأخرى الصغير وتمص إبهامها .. وتصيح
" حليب الجمل لذيذ .." (7)
ومن الأمثلة الشائعة عن هذه اللعبة مَثل يردده القرويون عن الشخص الذي يمارس عملاً ميئوساً من نتائجه
( هذا مِثل اليرضع بأثر جمل)
(6)
لعبة طمة اخريزه

ومن ألعاب الأولاد إلى ألعاب البنات:( طمة إخريزه) من أشهر الألعاب التي تلعبها البنات في قرانا ومدننا الجنوبية . تقوم بها بنتان أو أكثر. فتأتي إحداهن بكمية من التراب الناعم الرطب وتدس فيه خرزة زرقاء اللون وتخلطها في التراب كيفما اتفق وتصنع منه ربوة صغيرة ثم تبدأ بتقسيمها على عدد اللاعبات وتطلب من المشتركات معها اختيار حصتها من التراب للوقوف على الخرزة فمن كانت من حصتها عدت رابحة وتتولى هي القيام باللعبة.( 8)
"يلعبان بالخرز الصغير وقطع الزجاج الملون .. ننحني على خرزات تخفيها في التراب، وتضرب عليها بكفها وتتدلى ضفائرها الأربع ."( 9 )

(7)
الحلم وتفسيره

ذكر المؤلف في روايته حلمين أحدهما:
1ـ " مهدي " يحلم " بهيله "
" وليلتها، حلمت بنفسي معها في فراش واحد .. وقلت سأتزوجها .. لا بد " ( 10 )
ولمثل هذه الرؤيا يرد تفسير للعلامة المشهور( محمد بن سيرين) في رؤية النساء ..
" فمن رأى صبية تكلمه أو تعطيه شيئاً أو رأى أنه عانقها أو قبلها أو عاشرها أو ... من غير أن يرى شيئاً فإن سنته التي هو فيها على قدر حال تلك المرأة إن كانت جميلة نال في سنته خيراً ورزقاً حسناً .. (11 )
ومهدي نفسه فسّر حلمه..( وقلت .. سأتزوجها .. لا بد)

2ـ الحلم الآخر :
( هيله) تحلم( بمهدي)
" حلم البارحة أن عقرباً سوداء أكبر من عصفور تبحث عنه في كل بيت .. تخرج تدخل ولا تراه .. ينتفض ليهرب .. فلا يتحرك ,, ولا صوت لا قدمين .. آ .. من الباب تطل أفعى هائلة .. يركض .. " (12)
وتأويل رؤيا الحيات والعقارب عند( ابن سيرين)
" فالحية عدو كاتم العداوة مبالغ فيها بقدر عضتها وهيئتها في المنظر ..
فمن رأى أنه يقاتل حية فإنه يعالج عدواً .. فإن رأى أنه ظفر بالحية ظفر بالعدو وإن ظفرت به الحية ظفر به العدو ..
والعقرب عدو مكايد لا يجارى بلسانه وهو يلسع عدوه وصديقه بلسانه .. ومن رأى أن عقرباً لدغه .. فإن عدوه يغتابه بلسانه ويقول فيه ما يكرهه ..
فإن قتل العقرب ظفر بذلك الرجل العدو " (13 )
على ضوء هذين التفسيرين لذينك الحلمين .. يتضح لنا أن المؤلف يمتلك حساً شعبياً، استطاع من خلاله أن يمنح شخوصه قدرة صافية في تفسير الحلمين ..
فمهدي فسر حلمه بالزواج من هيله، وهيله فسرت حلمها أيضاً
" قالت هيله:
- حلمت
- الله ساتر .. العقرب والحية عين خبيثة تترصدك .. أنجاك الله منها .. أعماها فما رأتك " (14)

(8)
التطيّر

لا يزال أبناء القرى يتشاءمون كثيراً من العطاس، وإن كانت هذه العادة قديمة تمتد إلى العصر الجاهلي كما أكد ذلك العلامة المرحوم مصطفى جواد: " فإن العرب تتشاءم بالعطاس قال امرؤ القيس: وقد أغتدي قبل العطاس "
وقال آخر:
وخرق إذا وجهت فيه لغزوة
مضيت ولم يحبسك عنه العواطس ( 15 )
وسكان قرية المطلبي لا يزالون يمارسون هذه العادة ..
" خرج وعيناه تحتويان وجه طفلة صغيرة تقف مقابل أمه عملت يداه في ثيابه تسويها على جسمه ..
قال لأمه :
أنا ماشي
(( إتش )) ( صوت العطسه )
وانصلبت قدماه كأنما دقتا في الأرض .. ولهثت عينا أمه ثم قالا : بصوت واحد :
عطسه " (16)
وليست( العطسة) هي الوحيدة التي يتشاءم منها القرويون فحسب بل وحتى من الغراب .
قالوا قديماً: " إن خرجت تطلب مالاً ضل عنك أو سرق فنعب غراب على شجرة يابسة فلا تطلبه فقد استهلك وقد يأتيك بعضه ..
وان خرجت تريد سلطاناً فنعب غراب وهو مستقبل الشرق فأمكث يومك ذلك فأني أخاف عليك بضع أعدائك"(17)
قال عمر بن أبي ربيعة المخزومي:
نعق الغراب ببين ذات الدّملج
ليت الغراب ببينها لم يزعج
نعق الغراب ودق عظم جناحه
وذرت به الأرياح بحر السمهج (18)
وغراب المطلبي في قريته لا يختلف عن غراب ابن ابي ربيعة المخزومي
(( فوق فروع الشجر يطارده وجه غراب أبقع مسوّد المنقار ومن فوق جدران بيت مهجور يرسل خلفه نعيقاً أسود مضمخاً بكل روائح الموت وأشباح الجثث ..
فيهتف من كل ارتجاج الخوف فيه( خير .. خير)
يا غراب .. يا غراب .. ما شفت حطاب؟؟
حطاب غايب .. والدهر نايب
يا غراب .. يا غراب .. ما شفت حطاب؟؟
حطاب غايب .. والقلب ذايب
يا غراب .. يا غراب .. ما شفت حطاب؟؟
حطاب غايب ..والرجا خايب
يا غراب .. يا غراب .. ما شفت حطاب؟؟
حطاب نايم بالمحله .. وبالقلب عله
يا غراب .. يا غراب ..
خير .. خير ))
وتركض القدمان الصغيرتان عليه بحجارة صغيرة .. فيحجب الجناحان الهائلان لون السماء .. يخفق الغراب بجناحيه .. فتركض أقدام كثيرة تركض
( سكين وملح يا غراب .. سكين وملح يا غراب)
- ما أمشي بعد !!
قالت أمه :
- بها صالح يا ابني ..
- يجوز تمشي ويصير عليك شي .. والله خلصك منه) (19)
والأرنب هي الأخرى يتشاءم من رؤيتها القرويون .. وكثيراً ما ينعت بعض الناس البعض الآخر بأن رؤيتهم( كعرضة الأرنب) عندما يخرجون إلى الصيد ويعودون خائبين .
ولعل هذا الاعتقاد مرده إلى أن الأرنب هي نوع من الجن كما كان يعتقد في سالف العصور(20)
وهذه الممارسة لا زالت تغذيها بعض العقليات في قرانا الجنوبية كما ذكرها المؤلف في روايته (( الأشجار والريح ))
( حيه ؟ أرنب ؟؟
- أرنب !!
أرنب بنت .. أرنب .. أرنب
ولا سمكة واحده .. انتظرنا ساعات .. تصوّر .. أننا علفنا المنطقة ثلاثة أيام أطعمنا السمك الشعير المطبوخ والتمر وجريش الـ ... أي .. عرضة الأرنب عرضة سودا ... نحس ... !!
نمشي في الطريق وركضت أمامنا )) (21 ). ..................
والأشياء المكسورة يخشاها القرويون وخاصة الأواني وأدوات الزينة وهذه إحدى ممارسات السحر التعاطفي فهم يعتقدون أن الكسر والعيب في تلك الأشياء ينتقل منها إليهم
وفي الرواية نجد إشارة إلى هذه العادة ..
(( ينظر لوجهه وهو ينعكس في مرآتهم المكسورة .. قبل أيام قالت أمه: ما يصلح أن تبقى هذه المرآة المكسورة ..))( 22 )

(9)
العرف العشائري

تناولت الرواية أهم المشاكل التي تنجم من الممارسات العشائرية الخاطئة وأولها:
أـ الدﮔـاﮔـه

وهي تعني هجوماً غير متوقع من أفراد العشيرة الخصم على العشيرة الأخرى، بالبنادق والمسدسات ويكون هذا الهجوم مخصوصاً لقتل بعض الحيوانات وإثارة الرعب وإصابة كل من يعترض طريق المهاجمين بالجروح أو قتله.
وهذا الهجوم هو بمثابة إنذار إلى العشيرة الخصم لدفع الدية( الفصل) أو تعريض أفراد العشيرة إلى القتل المحقق في الهجوم القادم.
والمؤلف أشار إلى هجوم قامت به إحدى العشائر على عشيرة أخرى ..
" العفونة تأتي من الغرب حيث تنطرح جثة حمار قتله مع بقرة رجال ضربوا القرية في الليل .. الرجال يطلبون أحدهم بثأر فضربوا القرية وجرحوا كلباً وبقرتين " (23)
وأخذ الثأر عهداً يظل برقبة أهل القتيل.
" - اسمع حويفظ .. لا أنا امرأتك ولا أنت رجلي .. إذا لم تأخذ بثأره من ابن صويلح ...
- إن شاء الله تشوفيني .. السماء لا تحميه وليس الهور " ( 24)

ب ـ كسر العصا

تكسر العصا الشخص الذي يرتكب جرماً .. من وجهة نظر العشيرة ويبعد منها ويفصل .
" قال عبد الله :- تفصلون مهدي من العشيرة وتنفونه وإذا لا فأنا أقتله " ( 25 )

ج ـ الدخيل

هذا شخص ارتكب جرماً وجاء يحتمي عند عشيرة أخرى مما يجعل تلك العشيرة تحافظ عليه طيلة بقائه بين أفرادها .. ولكنه يظل مطلوباً دمه من قبل العشيرة الخصم إلى أن يفصل أو يقتل ..
"هذا المطلوب بدم لعشيرة كعب .. هذا الدخل عندنا .. عند بيت عباس الجعفر .. هذا الـ .. ما عرفته " (26) .

د ـ زواج الفتيات من الشيوخ ( كبار السن )

وزواج الشيوخ من الفتيات وإن أوشكت هذه العادة على الانقراض إلاّ أن جذورها لا زالت باقية في بعض قرانا الجنوبية ولنقرأ معاً هذا الحوار الذي أورده المؤلف في روايته
" يقولون موسى الحواس راح لبيت حسن وقال لهم :- أعطوني بنتكم ليلوه .. أتزوجها ..
- صدق ..؟ تخبل هذا ؟! ويعطونها له ..؟
والمصيبة هو يقول لهم .. أنتم قلتم لي من يوم ولدتها أمها .. ما أردتموها .. فقلت لكم: لا تخافوا .. تكبر وأتزوجها أنا،
وقلتم لي: هي لك . . ونقسم بالعباس .. حتى اسمها أنا سميتها به .. أم نسيتم؟؟
وصاحت أم هيله :
" تعال يا حمد اسمع هذه القضية .."
دخلت وقلت لها :
" صحيح خديجة هذي . . ؟
قلت :
" ليلوه أحلى كل بنات القرية يعطونها لموسى الحواس .. هذا الشايب المطروح على حافة القبر .. النايم ليله ونهاره ياخذ ليلوه ..؟ ويقولون ما خربت الدنيا !! "
ويقولون :- ليلوه قالت أرمي نفسي في الشط .. أقتل روحي "(27)

هـ ـ إطلاق العيارات النارية في المناسبات

وإطلاق النار في المناسبات عادة لا زالت تمارس في ريفنا الميساني
" اعرف حينما تلد.. سيطلق موسى عشر طلقات في الهواء تزغرد كل النسوة وتدبك بعيداً عنا..
تقول وهو يعبئ بندقيته كل يوم .. ينتظر كل يوم .." (28)

وفي الولادة والأعراس والوفاة والمناسبات الأخرى:
" سيجري الماء يجري ويرقص كل الناس .. كل واحد يحمل مسدسه أو بندقيته ويطلق مثلما في العرس .. عرسنا .. كلنا بكره " (29)
" يطفح الماء في الجدول فيمتلئ حتى الضفاف: طلقات .. طلقات ... "

وـ النـﮕـاب

والمرأة عندما تحزن (( تتنـﮕـب ))
" انزلت فوطتها حتى ظللت عينيها كمن مات لها عزيز " (30)

زـ نشر الشعر
" وكان حمد محمولاً على الأكتاف ونساء في أثره يلطمن ناشرات شعورهن " ( 31)

ح ـ أمثال الأشجار والريح

المطلبي فنان مبدع .. يختزن في ذاكرته الكثير من أمثالنا الشعبية استطاع أن يوظفها في روايته ومن خلال منح شخوصه قدرة عالية في استعمال الأمثال والحكم في الحوار وفي الوقت المناسب أيضاً .
وهذه طائفة من الأمثال التي أوردها في روايته الأشجار والريح

" ابن آدم ما يفكر بالموت ما دام يعيش .. " ( 32)
" الثعالب تصادق الكلاب وتسرق الدجاج .. " ( 33)
" الحجارة ما تقول أنا حجاره .. " (34)
" الحمى تجي من رجليك .. " (35)
" دخل راس ثوره بالكوز وما طلع، ذبح ثوره وكسر كوزه " (36)
" الدنيا ما تساوي حتى يعيشها ابن آدم بالركض وراء اللقمه " (37)
" الفات مات .. " ( 38)
" الفلوس تعمي العيون .. " ( 39)
" اليعرف قدر نفسه ما يهلك .. " ( 40)
" اليملك ياكل واليلبس بكفيه .. " (41)
" يشيب الراس ويبقى القلب شاباً .. )" ( 42)
" يتعب الجسم وما تتعب الروح .. " ( 43)
" كل شدة ولها فرج .. " ( 44)
" المرأة بيت الرجل .. " ( 45)
" المرأة عقل صغير ولسان طويل .. " ( 46)
" المرأة لقمة مره .. " ( 47)
" المسكين جوعان وعريان .. " ( 49)
" المصلحة تجر كل واحد من أنفه .. " (50)
" ناس تعاونوا ما ذلوا أبداً .. " ( 51)

10
لغة المطلبي في الرواية
( أ )

اللغة التي استعملها المطلبي في روايته لغة ( سهلة وممتنعة ) أيضاً ..
فهو ينتقي المفردة انتقاءً صافياً ويضعها في محلها المناسب كما أنه دأب في معظم رواياته على انتهاج هذا الأسلوب في الكتابة كما أنه استعمل المفردات المتداولة في اللهجة الدارجة التي هي من اصل فصيح وبذلك يبعد القارئ عن المفردة الصعبة والغريبة .
وهذه طائفة من المفردات التي وردت في الرواية
(( امرق )) (( هاك )) (( يمج )) (( يجي )) (( مرتعبه )) (( دايخ )) (( مقرفصه )) (( حش )) (( نداوه )) (( بوز )) (( بس )) (( عاين )) (( يغطس )) (( تعارك )) (( دايماً )) (( تتعادى )) (( اجي )) (( لبدت )) (( لذت )) (( تعبانه )) (( أبوس )) (( تجفل )) (( مطينه )) (( مبلله )) (( يتشافى )) (( يتعافى )) (( سايب )) (( غايصه )) (( طاسه )) (( ادور )) (( افتش )) (( تبلغ )) (( تنضج )) (( ضيم )) (( تدوس )) (( إيست )) (( يستنكف )) (( طب )) (( إدخل )) .

( ب )

كما أنه أدخل (( أل )) على الأفعال ومثل هذا الاستعمال وارد في اللهجة الدارجة .. و ( أل ) تعني الذي .. فلو قلنا ( اليركض ) يعني ( الذي يركض ) وهكذا في بقية الأفعال التي أوردها المؤلف في روايته
(( اليمشي )) (( اليتزوجها )) (( اليسمعهم )) (( القال )) (( اليقصر )) (( اليقطر )) (( الياخذها )) (( اليحذر )) (( الياخذ )) (( التشيلون )) (( اليموت )) (( اليعرف )) (( اليعمل )) (( الياخذه )) (( اليسوي )) (( اليبعد )) (( اليملك )) (( اليتعب )) (( الثبتوا )) (( الكسرها )) (52)

ـ القاص والروائي عبد الرزاق المطلبي :
قاص وروائي ولد في مدينة العمارة/ محافظة ميسان عام1943، تخرج في دار المعلمين الابتدائية 1963 /1964، مارس التعليم في العمارة وبغداد ثم انتقل إلى وزارة الثقافة والإعلام فعين محرراً وسكرتيراً ثم مديراً للتحرير في ( ثقافة الأطفال) . وهو عضو اتحاد الأدباء، حضر الحلقة الدراسية عن كتب الأطفال في القاهرة 1984 .وحاز على الجائزة التقديرية لوزارة الثقافة عن قصص الأطفال لعام 1998م.
له من المؤلفات المطبوعة
1ـ الظامئون رواية / منشورات وزارة الإعلام 1967
1ـ ا2ـ ثقب في الجدار الصدئ/ رواية 1968
3ـ الأشجار والريح/ رواية1971
4ـ شجرة المسافات/ قصص 1979
5ـ كائنات ليلية/ قصص 1983
6ـ السيف والوردة/ قصص 1988
7ـ يحدث دائما في الليل / نصوص قصيرة2002
8ـ الغبار والمطر / رواية 2001
9ـ خطى في مرآة /قصص2004
10ـ حق الطفل في الفراغ/ ( حقه في الثقافة) دراسة في مجالات التهيئة والتلقي الثقافي /للأطفال 2007.

هوامش

1- الأشجار والريح / صفحة 144، 145
2- الأشجار والريح / صفحة 157
3- الأشجار والريح / صفحة 12، 13، 14
4- الأشجار والريح / صفحة 157
5- الأشجار والريح / صفحة 157
6- الأشجار والريح / صفحة 157
7- الأشجار والريح / صفحة 171
8- عبد الحسن المفوعر السوداني/ الألعاب الشعبية في العمارة /صفحة 38، 39
9- الأشجار والريح / صفحة 23
10- الأشجار والريح / صفحة 102
11- تعبير الرؤيا لمحمد بن سيرين / صفحة 30
12- الأشجار والريح / صفحة 202
13- تعبير الرؤيا لمحمد ابن سيرين / صفحة 57، 58
14- الأشجار والريح / صفحة 202
15- مجلة التراث الشعبي : العددان السادس والسابع / صفحة 3
16- الأشجار والريح / صفحة 141
17- نهاية الأرب في فنون الأدب / ج 3 / صفحة 135
18- ديوان عمر ابن أبي ربيعة / صفحة 487
19- الأشجار والريح / صفحة 142
20- مجلة التراث الشعبي: العددان السادس والسابع / صفحة 3
21- الأشجار والريح / صفحة 143
22- الأشجار والريح / صفحة 235
23- الأشجار والريح / صفحة 18
24- الأشجار والريح / صفحة 235
25- الأشجار والريح / صفحة 232
26- الأشجار والريح / صفحة 103
27- الأشجار والريح / صفحة 43
28- الأشجار والريح / صفحة 210
29- الأشجار والريح / صفحة 134
30- الأشجار والريح / صفحة 116
31- الأشجار والريح / صفحة 235
32- الأشجار والريح / صفحة 85
33- الأشجار والريح / صفحة 49
34- الأشجار والريح / صفحة 47
35- الأشجار والريح / صفحة 149
36- الأشجار والريح / صفحة 11
37- الأشجار والريح / صفحة 71
38- الأشجار والريح / صفحة 19
39- الأشجار والريح / صفحة 146
40- الأشجار والريح / صفحة 138
41- الأشجار والريح / صفحة 182
42- الأشجار والريح / صفحة 71
43- الأشجار والريح / صفحة 71
44- الأشجار والريح / صفحة 41
45- الأشجار والريح / صفحة 18
46- الأشجار والريح / صفحة 181، 182
47- الأشجار والريح / صفحة 44
48- الأشجار والريح / صفحة 93
49- الأشجار والريح / صفحة 2
50- الأشجار والريح / صفحة 166
51- الأشجار والريح، الأمثال المذكورة وردت في الصفحات التالية من الرواية:
صفحة 17 / 43 / 46 / 50 / 66 / 68 / 82 / 92 / 100 / 111 / 125 / 138 / 147 / 152 / 166 / 182 / 198 / 223

 

  • المعرض الدائم في بابل / كلية الفنون الجميلة في بابل
  • المعرض الدائم في واسط / جامعة واسط
  • المعرض الدائم في كربلاء / البيت الثقافي في كربلاء
  • المعرض الدائم في البصرة / البيت الثقافي في البصرة
  • المعرض الدائم في تكريت / جامعة تكريت
  • المعرض الدائم في الفلوجة / البيت الثقافي في الفلوجة
  • المعرض الدار الدائم في الديوانية
  • المعرض الدار الدائم في ذي قار